الوقفة الرابعة
الاستهزاء بالرسول عليه الصلاة والسلام
ومن شأن المعاندين لدين الله تعالى ورسله، أنهم إذا انهزموا في الحوار مع رسل الله تعالى، وظهر الحق عليهم، لجأوا إلى أساليب أخرى للنيل منهم ومن دعوتهم، ومن هذه الوسائل:
1- الإيذاء الجسدي والقتل كما حدث لبعض أنبياء الله تعالى أمثال إدريس وزكريا وغيرهم عليهم الصلاة والسلام، يقول الله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً).
ويقول تبارك وتعالى: (سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق).
وقد حاول المشركون والمنافقون قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآذوه وأصحابه وحاربوهم، واستخدمت معهم كل ألوان التعذيب والسخرية، يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه على عنقه فخنقه خنقًا شديدًا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه فدفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم".
2- الاستهزاء بهم، وإلصاق التهم بهم، من جنون أو سحر أو تعامل مع الجن أو غيره، يقول الله تعالى مخاطبًا رسوله عليه الصلاة والسلام: (ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليتُ للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب)، ويقول أيضًا: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)، ويقول تبارك وتعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون).
فقد اتُّهم رسل الله تعالى بالجنون كما في قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر)، وقوله تبارك وتعالى: (وقالوا يا أيها الذين نزل عليه الذكر إنك لمجنون).
واتَّهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر والشعر كما في قوله تعالى: (ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون).
يقول شوقي:
وأصمَّ منك الجاهلين نداءُ
والناسُ في أوهامهم سجناءُ
ومن النفوس حرائرٌ وإماءُ
ومن الحسود يكون الاستهزاء
في العلم أن دانَتْ بك العلماءُ
بالحق من ملل الهدى غرّاءُ
لما دعوتَ الناسَ لبَّى عاقلٌ
أبَوْا الخروجَ إليك من أوهامهم
ومن العقول جداولٌ وجلامدٌ
حسدوا، فقالوا: شاعر، أو ساحر
يا أيها الأمّيّ، حسْبُكَ رتبةً
بك يا ابنَ عبدالله قامت سمحة
ولكن ماذا بعد الاستهزاء والسخرية؟ هل يضير ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ويقلل من قيمته بأبي هو وأمي وما أملك؟ أم أن ذلك يزيده رفعة عند الله تعالى ويزيد من حب المؤمنين له ودفاعهم عنه، فضلاً عن اللعنة والعذاب الذي ينتظر هؤلاء المستهزئين، يقول تبارك وتعالى: ِ(إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)، ويقول جل وعلا مخاطبًا رسوله عليه الصلاة والسلام: (إنا كفيناك المستهزئين)، وهذا وعد من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بأن كيد هؤلاء المستهزئين ضعيف، وأنه جل وعلا متكفل بحماية هذا النبي ومحاسبة ومعاقبة من يسيء إليه بقول أو فعل.
وصدق الله تعالى حين قال: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله).
* * *
فتلخص لدينا من استهزاء تلك الصحف "الدانمركية" ومن والاها أنها حلقة في الاستهزاء والسخرية الذي ابتدأه المشركون في أول بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وواصلوا هذا الفعل الشنيع اليهود والمنافقون في المدينة بعد الهجرة، ومن صور تلك الاستهزاء:
1- الاتهام بالكهانة والسحر والشعوذة والشعر.
2- الاتهام بالتلقي من رهبان النصارى: (إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ).
3- السخرية من صلاته، ووضع سلا الجزور عليه صلى الله عليه وسلم.
4- التضييق عليه في الشعب.
5- الاتهام من المنافقين بالذلة والهوان: (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ).
6-الاتهام بأنه وأصحابه أهل أكل وجشع وطمع.
7- اتهامه وأصحابه بالجبن والخور والخوف.
8- اتهامه وأصحابه بطول الألسنة وكثرة الكلام.
9- اتهام شريعته بالنقص، وغيرها، مما لا تحصيه هذه الوقفات، وهذا خلاف المحاولات الإيذائية الجسدية، والقتل حتى مات مسمومًا عليه الصلاة والسلام.
* * *
ومن هنا نعلم أن النيل منه عليه الصلاة والسلام، ومن سنته، ومن شريعته، ديدن سار عليه الكفار من اليهود والنصارى، وأتباعهم من المنافقين وإن ظهروا بمظاهر الإصلاح والتباكي على الشريعة، والمجتمع، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ).
ومن هذا كله نخلص إلى ثلاث نتائج مهمة:
أولاها: تصوّر هذه الحقيقة، وأنها باقية ما بقي الصراع بين الحق وأهله، والباطل وأهله.
ثانيها: عدم الغفلة، واستمرار العمل، ومواصلة الطريق للدعوة إلى الله، وإقامة الشريعة، والسعي للإصلاح الحقيقي، مهما نعق هؤلاء وأمثالهم، ومهما تباكى المنافقون ومن خدع مثلهم وبهم، ومهما لبّسوا من المفاهيم، ولبسوا لبوس الناصحين.
ثالثها: أن العاقبة والنتيجة للحق وأهله – إذا عملوا بما سبق – كما كانت لرسل الله عليهم الصلاة والسلام، وكما كانت للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فليبشر أصحاب الحق، ويتفاءلوا، ويؤملوا، والله غالب على أمره.
الاستهزاء بالرسول عليه الصلاة والسلام
ومن شأن المعاندين لدين الله تعالى ورسله، أنهم إذا انهزموا في الحوار مع رسل الله تعالى، وظهر الحق عليهم، لجأوا إلى أساليب أخرى للنيل منهم ومن دعوتهم، ومن هذه الوسائل:
1- الإيذاء الجسدي والقتل كما حدث لبعض أنبياء الله تعالى أمثال إدريس وزكريا وغيرهم عليهم الصلاة والسلام، يقول الله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً).
ويقول تبارك وتعالى: (سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق).
وقد حاول المشركون والمنافقون قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآذوه وأصحابه وحاربوهم، واستخدمت معهم كل ألوان التعذيب والسخرية، يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه على عنقه فخنقه خنقًا شديدًا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه فدفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم".
2- الاستهزاء بهم، وإلصاق التهم بهم، من جنون أو سحر أو تعامل مع الجن أو غيره، يقول الله تعالى مخاطبًا رسوله عليه الصلاة والسلام: (ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليتُ للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب)، ويقول أيضًا: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)، ويقول تبارك وتعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون).
فقد اتُّهم رسل الله تعالى بالجنون كما في قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر)، وقوله تبارك وتعالى: (وقالوا يا أيها الذين نزل عليه الذكر إنك لمجنون).
واتَّهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر والشعر كما في قوله تعالى: (ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون).
يقول شوقي:
وأصمَّ منك الجاهلين نداءُ
والناسُ في أوهامهم سجناءُ
ومن النفوس حرائرٌ وإماءُ
ومن الحسود يكون الاستهزاء
في العلم أن دانَتْ بك العلماءُ
بالحق من ملل الهدى غرّاءُ
لما دعوتَ الناسَ لبَّى عاقلٌ
أبَوْا الخروجَ إليك من أوهامهم
ومن العقول جداولٌ وجلامدٌ
حسدوا، فقالوا: شاعر، أو ساحر
يا أيها الأمّيّ، حسْبُكَ رتبةً
بك يا ابنَ عبدالله قامت سمحة
ولكن ماذا بعد الاستهزاء والسخرية؟ هل يضير ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ويقلل من قيمته بأبي هو وأمي وما أملك؟ أم أن ذلك يزيده رفعة عند الله تعالى ويزيد من حب المؤمنين له ودفاعهم عنه، فضلاً عن اللعنة والعذاب الذي ينتظر هؤلاء المستهزئين، يقول تبارك وتعالى: ِ(إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً)، ويقول جل وعلا مخاطبًا رسوله عليه الصلاة والسلام: (إنا كفيناك المستهزئين)، وهذا وعد من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بأن كيد هؤلاء المستهزئين ضعيف، وأنه جل وعلا متكفل بحماية هذا النبي ومحاسبة ومعاقبة من يسيء إليه بقول أو فعل.
وصدق الله تعالى حين قال: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله).
* * *
فتلخص لدينا من استهزاء تلك الصحف "الدانمركية" ومن والاها أنها حلقة في الاستهزاء والسخرية الذي ابتدأه المشركون في أول بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وواصلوا هذا الفعل الشنيع اليهود والمنافقون في المدينة بعد الهجرة، ومن صور تلك الاستهزاء:
1- الاتهام بالكهانة والسحر والشعوذة والشعر.
2- الاتهام بالتلقي من رهبان النصارى: (إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ).
3- السخرية من صلاته، ووضع سلا الجزور عليه صلى الله عليه وسلم.
4- التضييق عليه في الشعب.
5- الاتهام من المنافقين بالذلة والهوان: (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ).
6-الاتهام بأنه وأصحابه أهل أكل وجشع وطمع.
7- اتهامه وأصحابه بالجبن والخور والخوف.
8- اتهامه وأصحابه بطول الألسنة وكثرة الكلام.
9- اتهام شريعته بالنقص، وغيرها، مما لا تحصيه هذه الوقفات، وهذا خلاف المحاولات الإيذائية الجسدية، والقتل حتى مات مسمومًا عليه الصلاة والسلام.
* * *
ومن هنا نعلم أن النيل منه عليه الصلاة والسلام، ومن سنته، ومن شريعته، ديدن سار عليه الكفار من اليهود والنصارى، وأتباعهم من المنافقين وإن ظهروا بمظاهر الإصلاح والتباكي على الشريعة، والمجتمع، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ).
ومن هذا كله نخلص إلى ثلاث نتائج مهمة:
أولاها: تصوّر هذه الحقيقة، وأنها باقية ما بقي الصراع بين الحق وأهله، والباطل وأهله.
ثانيها: عدم الغفلة، واستمرار العمل، ومواصلة الطريق للدعوة إلى الله، وإقامة الشريعة، والسعي للإصلاح الحقيقي، مهما نعق هؤلاء وأمثالهم، ومهما تباكى المنافقون ومن خدع مثلهم وبهم، ومهما لبّسوا من المفاهيم، ولبسوا لبوس الناصحين.
ثالثها: أن العاقبة والنتيجة للحق وأهله – إذا عملوا بما سبق – كما كانت لرسل الله عليهم الصلاة والسلام، وكما كانت للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فليبشر أصحاب الحق، ويتفاءلوا، ويؤملوا، والله غالب على أمره.
مارس 3rd 2015, 7:57 am من طرف شفاء الروح
» والله لخلي عزتك تحت ماطاي
مارس 3rd 2015, 7:49 am من طرف شفاء الروح
» عادي معاك أبقى
مارس 3rd 2015, 7:48 am من طرف شفاء الروح
» .....
مارس 3rd 2015, 7:47 am من طرف شفاء الروح
» الذِي أَوجَدَ فَينَا الصَبر
مارس 3rd 2015, 7:46 am من طرف شفاء الروح
» عندما لا اجد
مارس 3rd 2015, 7:45 am من طرف شفاء الروح
» حب قد مات
مارس 3rd 2015, 7:45 am من طرف شفاء الروح
» عيناك مدرستي
مارس 3rd 2015, 7:44 am من طرف شفاء الروح
» أكثر ما يوجعني
مارس 3rd 2015, 7:42 am من طرف شفاء الروح
» تذكر...
مارس 3rd 2015, 7:42 am من طرف شفاء الروح